أقسام المدونة

Friday, 9 November 2018

المنتصف





بقلم "هبة الدعوشى" :

وفى كل يوم يقول لنفسه ها أنا قد أوشكت على التعافى .. على أن أعود كما كنت .. أن أسترد نفسي مجدداً.. أن أكمل الطريق الذى بدأته .. أن أساعد نفسى وأدعمها .. أن .. أن ..أن ..
يقول هذا بعد تيه طويل .. وصراع عظيم كان عالقاً فيه لا يستطيع منه خروجاً ..
لكن سرعان ما ينتكس .. تنطفئ الشعلة الصغيرة التى فى داخله والتى جاهد كثيرا لكى يشعلهاا ..
ويعود كما كان .. يعود إلى المنتصف .. المنتصف المُميت الذى يصطدم المرء فيه مع نفسه فقط .. ويكون على مسافة متساوية من الجميع .. ليس بالقريب ولا البعيد .. وغير قادر على أن يحدد له وجهة واضحة .. ولم يصل بعد لنهاية أى طريق .. يتراوح مابين استسلام اليأس وتسليم الرضا..
ولكن يرغمه الأجل وحده على المواصلة والاستمرار ..فينهض من جديد ويحاول ان يسير بقدمين مكبلتين .. وخطى بطيئة نحو غايته التى يجاهد فى أن يكتشفها مرة أخرى بعد أن أصبح الضباب يشوبها أحياناً وتغطيها غيوم الغيب أحياناً أخرى ..
وطوال رحلته هذه يشعر بأنه يرى العالم من خلال لوحٍ زجاجى .. يشاهد فقط ولا يقدر على الاندماج ..
يبتسم ويعبس بلا انفعال حقيقى داخله ..
يبحث _بوعىٍ أو لا وعىٍ منه _عن أحدٍ حوله عله يساعده على التجاوز .. أو يصحبه فى الطريق ..
يبحث عن عقلٍ يفهمه ويدٍ تتشبث بيده وقلبٍ يحوطه ..
قد يجد وقد لا يجد .. ولكن يظل يعافر ويحاول رغم إنهاكه .. واستهلاكه .. و طاقته التى أوشكت على النفاذ ..
إلا أنه لازال يوقن بأن قشة المحاولة هذه .. قد تنقذ نفسه الغريقة ..
ولازال يؤمن أن هناك ربٌ يراه فى أعالى السماء ..
وأن يوماً ما سوف تنتهى تلك المهزلة ..
وذلك عزاءه الوحيد ..

Thursday, 26 July 2018

النضج


بقلم "هبة الدعوشى" :

عندما كنت صغيرة كنت اعتقد بأن كلمة ناضج تطلق على الشخص ما بعد سن المراهقة خاصة إذا دخل الجامعة وبلغ سن الرشد .. كانت هذه الكلمة تسبب لى تساؤلات كثيرة فى ذهنى ..
ما هى علامات النضج .. وهل هناك أشياء تؤثر على حدوثه ؟؟
هل يعتمد على عمر الشخص .. أم على الأحداث والظروف من حوله .. أم على طريقة التربية من الأهل والمجتمع .. ام على التعليم الذى يتلقاه .. ام ماذا ؟؟
كنت كثيرا ما أطالع الكتب للبحث بين ثنياها عن هذا المعنى .. حتى حين أشاهد المسلسلات والأفلام كنت أفضل القصص الغريبة منها التى تؤثر فى النفس والاحداث المختلفة التى لم اعتاد على رؤيتها فى حياتى ..
كنت أحب أن أشاهد بتركيز ردات الفعل للأشخاص وآرائهم ومواقفهم _باختلاف أعمارهم_ استجابة لتلك الظروف الذى مروا بها..
ثم بعد ذلك أضع نفسى مكانهم .. أتقمص دورهم تماماً وأتخيل نفسى وقد واجهت مثل ما يواجهون ..
أعيش فى هذه الحالة أياماُ متوالية .. بينى وبين نفسى أفكر .. بينى وبين نفسى اتأثر .. اضحك .. ابكى .. أخاف .. أختلق الأحاديث وأكمل سرد الأحداث بطريقة أخرى
مع الوقت أدركت أنه فى محاولة اكتشافى للنضج كنت أنا نفسى أسير على هذا الطريق .. فى محاولة إيجاد معناه كنت أنا نفسى أطبقه .. أدركت هذا مع مرور السنوات ومقابلة الأشخاص والتعرض لظروف وحوادث مختلفة وجدت لنفسى فيها رأى وموقف يختلف عن أترابى .. ويشابه من هم أكبر منى سناً لكنهم مثلى عقلاً نضجاً ..
حينها عرفت أن النضج لا يعتمد على عمر الشخص وحسب .. بل على العكس هذا أخر عامل قد يؤثر فى عملية النضج
إنما النضج يا أصدقاء يعتمد
أولاً على قابليتك الفكرية والنفسية لذلك
ثم بعد ذلك طريقة تربيتك وتعليمك
ثم يليه الأحداث والظروف التى تتعرض لها _والتى تمثل الاختبار الحقيقى لك _
عن ذلك تبدأ مواقف تظهر لتبين لك درجه النضج لديك
....
فى حياتى وتعاملاتى وجدت أعماراً أصغر منى لكنها تقربنى فى النضج .. حين ندخل فى نقاشٍ ما أجد نفسى متواصلة مها بأريحية تامة وإعجاب شديد بأفكارها ..
وكذلك وجدت اعماراً أكبر منى بكثير لكن أقل نضجاً مما توقعت .. وانا لا أقصد الإساءة لهم على الإطلاق .. كل ما فى الأمر أنى عندما كنت أدخل معهم فى بعض النقاشات البسيطة كانت تصدمنى آرائهم وأفكارهم التى كنت أشعر أنها لا تتناسب تماماً مع أهمية الأمر ولا تتناسب مع أعمارهم ولا مع تجارب الحياة الذى يفترض أنهم قد مروا بها ..
كانت بالنسبة لى آراء ضعيفة .. مندفعة .. قليلة النضج ...
فازداد يقينى أن النضج لا يعتمد على السن إطلاقاً
...
النضج لا يحتاج وقتاً محددا لكى يحدث فيه .. فالشخص قد ينضج فى أيام وشهور .. أوقد ينضج فى سنين طوال .. والأكثر أهمية من ذلك والذى بدأت إدراكه عن كثب مؤخراً .. أن مسألة النضج هذه هى عملية مستمرة ..
بمعنى أنه لا يمكن أن تقول بعد دخولك فى عدة حوارات ونقاشات ناضجة وإبداء آراء صائبة ..( ها أنا نضجت ووصلت لأعلى مرحلة )..
وإنما عليك أن توقن بأن عقلك وروحك وفكرك كتروس الآلة لا يمكن أن تُترك هكذا بدون عناية مستمرة .. بدون حركة وتشغيل من حين لآخر حتى وإن كانت تعمل بشكل جيد .. وإلا سوف يأكلها الصدأ ويتلفها ولا تعود كما كانت.. 
الواقع يتغير بسرعة كبيرة من حولنا والأحداث تفاجئك كل يوم وكل ساعة .. والزمن يجرى بسرعة البرق ..فحاول ألا تركن لما أنت عليه الآن وأضف لنفسك كل يوم الجديد والجديد حتى ولو وضعت فى اليوم الواحد لبنة واحدة فقط لبناء النضج الذى تتمناه ..
أن تسير ببطء خير لك من أن تتوقف
فكروا .. ناقشوا ..
شاهدوا الأحداث من حولكم بتركيز ..
تعلموا من أخطائكم ..
اصبروا ..
لا تندفعوا فى أحكامكم وتصرفاتكم قدر المستطاع..
تحدثوا عن الافكار لا عن الأشخاص..
اقرأوا .. 
صاحبوا أصحاب العقول الجميلة النيرة ..
ودائماً ابداً استعينوا بربكم ..
وتدبروا فى آياته وحكمه ..
يمنحكم قبس من نوره .. فى عقولكم وقلوبكم

Friday, 29 June 2018

الاختيار




بقلم : "هبة الدعوشى"
هل يختار المرء حقا فى حياته .. أم يفرض عليه خيارٌ بعينه ؟
وهل يمكنه تجنب الأختيار الخاطىء ؟
وكيف يمكن أن يحكم على صحة هذا الخيار من عدمه ؟
هل الاختيار يعتمد على ظاهر الأمور أم باطنها .. ام كلاهما معا ؟
كل هذه وأكثر أسئلة تدور فى أذهاننا كلما تفكرنا مع أنفسنا قليلا حول أختيارتنا فى الحياة ..
دعونا نعود معاً للوراء قليلاً فى حياتنا ..

**قبل أن تولد
أنت لم تختر جنسك ولا لونك ولا لغتك ولا أبيك ولا أمك
حتى اسمك .. لم تختره أنت لنفسك ..
وهذا هو بداية اختيار الله لك .. وتسخير القدر لنا فى حياتنا
بدأنا بكلمة من الله كن فيكون .. لأننا عباد لله خُلقنا من عدم .. ولا يمًكن للعدم أن يسأل الله عن اختيارات بعينها .. لأنه كيف يمكنه ذلك وهو عدم ؟؟!
لكن بعد أن نصير بشراً لنا وجود وكيان فى هذه الدنيا تبدأ حياتنا ما بين أقدراً كتبت علينا وما بين فرص واختيارات يمنحها الله لنا..

**عندما نصبح أطفال
 يكون لأبويك حق الاختيار التام نيابة عنك لأن لا زالت محدوداً فى قدراتك  العقلية والجسدية ...
أما بعد ذلك تدريجياً تبدأ مساحتك فى الإدراك والحركة تزداد شيئاً فشيئاً .. وعلى الأهل أن يدركوا هذا .. وأن يساعدوا أبنائهم على النضج والنمو .. وأن يُخيّروهم وفى أبسط أمورهم التى تناسب سنهم وعقلهم ..
فمثلا يسألونهم :
أى ألاوان تحب ؟؟ أى الأطباق تريد أن تأكل فيها ؟؟
أى عصير تريد ؟؟ أى كرتون تفضل مشاهدته ؟؟ أى لعبة ترغب فيها ؟؟
أى لبس تريد أن ترتديه ؟؟ .. أى الرياضات تحب ممارستها ؟؟ .. وهكذا

أن يُخيّروهم فى حدود المتاح لهم .. وأن يشاركوهم فى اختياراتهم .. ثم بعد ذلك يحترموا قراراتهم واختياراتهم ..
ولكن لابد أيضاً أن يعلموا أولادهم أمرين هامين
أولا : أن الحياة مليــــئة بخيارات أخرى غير تلك التى اختاروا من بينها .. ولكن ظروف حياتنا سمحت لنا فقط بكم محدود منها .. وأنه يوماً ما قد تتعرض لأمورٍ مختلفة عن هذه .. قد تكون خطأ أو صواب وقد تكون أمر نسبى _ليس بالصواب والخطأ ولكن يعتمد نسبة لكل شخص أو ظرف _
أى أن ليست كل أمور الحياة أبيض أو أسود .. فهناك ألوان كثيـــرة جدااا فيما بينهما ..
ثانياً : أن عليهم أن يعرفوا أبعاد هذا الاختيار مميزاته وعيوبه .. وأن عليهم أن يتعاملوا مع هذا الأمر ويدركوه .. وأن يتحملوا مسؤلية قرارهم واختيارهم ..

** ثم بعد دخولنا المدرسة وحتى الجامعة .. يظهر أمر جديد فى حياتنا .. وهو "الأصدقاء"
كيف يمكن أن أختار صديق وماهى ابعاد هذه العلاقة الجديدة ..؟!
رغم كونها علاقة بسيطة نوعاً معا _أو هكذا يجب أن تكون _ إلا إن هذا الأمر أيضاً لا يمكنهم إدراكه من أنفسهم ويجب مساعدة الأهل والمدرسين لهم .. فالصديق هو كالأخ/الأخت تماماً ولكن من أم وأب مختلفين ..له حقوق وعليه واجبات لابد أن يؤديها كل واحد منهما لتكتمل صداقتهم وتستمر .. أشخاصٌ كثيرون جمعك بهم القدر فى مكان واحد .. ولكن القدر يمنحك فرصة الاختيار من بين هؤلاء الكثيرين .. تختار الذى  ترتاح له أكثر .. تستمتع بوقتك معه أكثر .. يساعدك وتساعده .. يقويك وتقويه .. تأخذ منه وتعطيه .. وتدفعان بعضكما للأمام ..
وهكذا تشعر بأنك قد نجحت فى اختيار صديقك ..إلا إنك قد لا تصيب فى اختيارك هذا فتتعرض لأصدقاء سوء .. ولا تعرف هذا إلا مع مرور الوقت بينكما ..
بالاختيار والتجربة تتكون خبراتنا ما بين الصواب والخطأ والنسبى !
أهم ما فى الأمر أن يكون لديك القابلية والطواعية للتغير وقبول الاختلاف وعدم معاداته ورفضه فقط لكونه غريبا عنك ..
بذلك تستطبع أن تعرف كم أكبر من الأشخاص والطبائع بصدر رحب وتلقى صدمات أقل فى معرفتك للبشر .. لأنك لم تضع لنظرتك للحياة إطاراً محدداً من خشب يُكسر بأبسط تغيير ..
وإنما لديك قواعد وأسس ثابتة من الفهم الصحيح للدين والأخلاق .. ثم بعد ذلك إطاراً من المطاط اللّين الغير محدد ..الذى يقبل الخيارات المختلفة ويسعها جميعا ثم يأخذ منها  بعد ذلك ما يناسبه ..

**بعد ذلك اختيارك لجامعتك والمجال الذى تريد أن تكمل فيه دراستك وعملك مستقبلا ..
أولاً دعونا نتفق أن الاختيار لهذا الأمر كثيراً ما يكون مرتبطا بنظرة الأهل ورغباتهم وطموحهم فيك  .. ونظرة المجتمع وظروفه .. وفرص العمل .. خاصة فى بلدنا مصر ..
ولا يمكنا أن نغض الطرف عن كل هذا ..
ولكن علينا ألا ننسى فى غمرة انشغالنا بهذه الأمور ماذا نريد نحن من داخلنا .. فى ماذا نرغب حقاً .. وماذا نريد أن نحقق لأنفسنا وحياتنا .. وما الذى يمكننا تحمل مسؤليته والتفوق فيه ؟!
فهكذا تستطيع أن توازن بين الخيارات المتاحة لك .. وتختار الأنسب دون أن تظلم نفسك أو تتجاهل رغباتها .. أو تتجاهل الظروف من حولك ..
ثم تبدأ فى السعى فى طريقك هذا .. بالدراسة والعمل .. وتوحد جهودك كلها لتثبت ذاتك وتنجح فى هذا المجال الذى اخترته لنفسك ..

**نأتى بعذلك للطامة الكبرى .. " الاختيار فى الزواج"
ما مر ذكره كله فى كفة .. وهذا الأمر فى كفةٍ أخرى
الزواج هو النصف الأخر من حياتنا .. هو الوجه الآخر من العملة التى لا تكتمل دونه
شخص جديد نشاركه حياتنا بكل تفاصيلها.. نصبح واحداً بعد أن كنا اثنين .. نحلم معه بمستقبلنا سوياً 
ونوثق رابطتنا هذه بأبنائنا .. حلقة الوصل التى تظل دائماً بيننا مهما صار .. مهما تباعدنا أو تقاربنا ..مهما اتفقنا أو اختلفنا ..
وهولاء الأبناء هم ثمارنا التى نجنيها مما زرعناه .. ومما قدمناه فى حياتنا 
وبالتالى فإن اختيارنا لشريك حياتنا .. والذى نعطيه كل هذه المساحة فى خصوصياتنا وأمورنا .. ونعيش معه تحت سقف بيت واحد ..فى غرفة واحدة .. بل وسرير واحد .. ليس بالأمر الهّين ..
فكيف يمكن لنا أن نختار .. وكيف يمكن أن نحكم إذا ما كنا على صواب أم لا  .. وماذا يمكن أن يحدث إذا قمنا باختيار خاطئ ؟؟!

أولاً : الاختيار يجب أن يكون على مهل دون أى تسرع أو اندفاع بشعور لحظى أو انفعال نفسى سرعان ما يتحول .. او نتيجة ضغوط من المجتمع أو الأهل و تقاليدهم وعاداتهم .. فكثيراً ما يكون هذا هو السبب الأساسى لكثير من الزيجات الفاشلة والتى نحاول بعد ذلك إقناع أنفسنا بأن هذا هو الاختيار السليم الذى أراده الله لنا .. لنتعايش فقط مع الأمر ليس أكثر 
مع العلم أننا لو حاولنا بكل جهدنا ألا ننساق وراء آراء الأخرين او نندفع فى قرارتنا تحت أى ظرف فإننا إما سنجد الشخص المناسب لنا يوماً ما .. بعد فترة طويلة أو قصيرة .. وإما أننا سنكون أختارنا الوحدة براحة وهدوء نفسى بدلاً من إهانة أنفسنا ومشاعرنا مع الشخص الخاطئ طوال العمر ..

ثانيا: يجب أن نعطى لأنفسنا الفرصة لنفكر مرة واثنين وألف .. نفكر ونحن معاً ..وهذا هو أهم ما فى فترة "الخطوبة"  أن نمر بالكثير من التجارب سوياً ..أن ندخل فى بعض الخلافات ونرى تعامل كل منا وقت الأزمات والضغوط والغضب والانفعال  ..أن نحكم عقلنا وقلبنا كلٍ على حدة .. بمعنى ان نترك الزمام لمشاعرنا فترة دون قيد من العقل لنرى إذا كانت متقبلة ومنسجمة ومحبة لهذا الشخص حقا أم لا .. ثم بعد ذلك نوجه الدفة إلى عقلنا لنحكم على الشخص وطباعه وصفاته وظروف حياته .. ونفرق بين ما هو طابع أصيل فى شخصه لا يتغير وبين ما هى ظروف خارجية مؤقتة يمكن أن تتغير يوماً ما .. ونقرر ما إذا كنا قادرين على تحمل هذا أم لا .. إذا كنا على استعداد لتحمل تلك المسؤلية واعبائها أم لازالنا غير قادرين على ذلك ..

فالاختيار الخاطئ غالبا ما يكون إما معتمد فقط على قبول ظاهرى .. اجتماعى أو علمى أو مادى .. دون أدنى شعور حسى تجاه هذا الشخص أو معرفة حقيقية لطباعه وسلوكياته ونمط حياته  ..
وإما معتمد على اندفاع عاطفى بحت دون وضع أى اعتبار لطباع الشخص وعاداته وتربيته وأخلاقه وظروفه وعلمه وعمله ورغباته وأهدافه  ..
فكلاهما خاطئ .. كلاهما يؤدى إلى الكثير والكثير من الخلافات .. حتى وإن استمر الزواج ظاهرياً .. إلا أنه داخلياً مهترئ وممزق .. لا يلتئم لهم شمل .. ولا يجتمع لهم شتات ..

ثالثاً : ماذا إذا كنا وقعنا ضحية هذا الاختيار الخاطئ ..ماذا بعد أن تزوجنا بدأنا ندرك أكثر ونشعر بأننا تسرعنا أو اخطأنا الاختيار .. أو أننا فى علاقة لم نعد راغبين فيها .. أو أننا مع الشخص الغير مناسب لنا ..
ماذا يمكن حينها أن نفعل .. هل نستسلم لهذا الشعور ؟!!
بالتأكيد ستكون الإجابة لااا .. لا يجب أن نستسلم إطلاقاً .. 
وإلاّ كيف يمكن ان تكون حياة هكذا ؟؟

علينا أن نحاول مرة واثنين وثلاثة ومليون .. نحاول أن نتفهم بعضنا وظروفنا .. أن نتعامل .. وأن نتجاوز .. أن نتقبل أشياء .. ونغير أشياء أخرى ..
واالمحاولة هذه يجب أن تكون مُستميتة إذا رزقنا الله بأطفال ..
ولكن إن استحال العيش بينهما .. وانعدم التفاهم والقبول للاخر .. " فإمساك بمعروف أو تسريحٌ بإحسان " 

وأخيراً .. اتقوا الله فى حياتكم واسألوه الخيرة ليكم .. يكن عوناً لكم فى اختيارتكم
واعلموا أنما نحن نختار فيما هو مقدرٌ لنا .. "رُفعت الأقلام "
 فاسكنوا واطمئنوا واهدؤا .. واتركوا زمام اموركم لخالقكم ..
وتيقنوا إنه إن رأى الله منكم الصدق والسعى الجاد والتمسك بأمرٍ ما ..فلن يخذلكم الله ابداً ..
فادعوه كثيرا .. فالدعاء وحده هو الذى يصارع القدر ..
وخذوا بالأسباب وتفكروا وتخيروا واستشيروا .. 
ولكن أولاً وأخيرا توكلوا .. توكلوا على الذى خلقكم من عدم .. فهو بكم أعلم  .. 

Saturday, 16 June 2018

الكتابة







بقلم :هبة الدعوشى

منذ فترة طويلة وانا لم أكتب
قرابة السنة .. لم أكمل مقالة كاملة
كتبت مقتطفات وخواطر كثيرة فى سطور معدودة لكن لم أستطع أن أزيد ..
كنت احتاج هذه الفترة .. لإعادة ترتيب أفكارى .. واستجماع شعورى .. ورؤية أهداف واضحة
وأيضاً انشغالى بدراستى أطال هذه الفترة نوعاً ما ..

فى هذه المقالة سأتحدث عن هذا الموضوع الذى أرقنى طوال هذه الفترة
ألا وهو الكتابة !!
لم أكن أتصور حجم الشعور والاضطراب الفكرى والنفسى الذى قد يعيش فيه الكتاب والأدباء ليخرجوا لنا كل هذا الكم من الكتب والمقالات والروايات والأفكار
لم أكن أُقدّر حجم المعاناة والعزلة التى قد يعايشونها من أجل كتابة صفحات معدودة ..
لكنى اصبحت أعانى هذه الأمور عندما بدأت بالكتابة .. عندما شعرت بالحاجة المُلِحّة والضرورية فى داخلى لأن أكتب .. أن أقول افكارى التى تجول بخاطرى .. 
أما فى تلك الفترة التى توقفت فيها عن كتابة شئ جديد .. لم أكن خالية الأفكار على الأطلاق بل على العكس كان الأمر أكثر احتداما وتداخلا بين كل افكارى وخواطرى لدرجةٍ لم أستطع عندها الفصل بين كل هذه الأفكار وتوجيها نحو موضوع واحد .. فقررت ان أعطى نفسى هدنةً .. وأن أترك الوقت يلعب دور البطولة وأن يعيد هو ترتيب افكارى.. و وليت الأيام  وأحداثها زمام عقلى تسوقه بهوادة حيثما تشاء ..
حتى إذا ما أخذت عاصفة أفكارى فى الهدوء قليلا وحلت رياح خفيفة ونسمات لطيفة من الخواطر بدلاً منها .. توجهت فورى للكتابة على القدر الذى أستطيعه ..
الكتابة فعل صعب .. وأمر جلل بحق ..ولكنه خارج عن إرادتك فى الوقت ذاته .. تجد سيلا من الأافكار متدفقا فى رأسك بلا انقطاع .. تحاول إخراجه .. وتسعى لإيصاله لمن حولك ..تسعى لأن تصرخ فى الناس قائلا اسمعوا تلك الافكار .. افهموا هذه الأمور .. كفوا عن هذا وذاك ..أيقظوا بداخلكم الشعور .. !

أدركت أن جميعنا نستطيع الكتابة .. ولكل منا أسلوبه الخاص .. لكن بالطبع ليس جميعنا كتاب _ أو هواة كتابة _ ناجحون ..
الكتابة بألاساس هى ملكة فيك يمنحها الله لبعض من خلقه  .. الوقود الذى يحركهم لهذا الفعل مشتعل دائما ولا ينطفئ .. ولكنك قد تُحسّن وتًجود هذه الملكة وتلك القدرة لديك بالقراءة المستمرة .. بمحاولات الكتابة الكثيرة .. بأخذ خبرات وتوجيهات من كتاب آخرين .. أو تَلقّى ورش تدريبية خاصة للكتابة .. وأهم من كل  ذلك أن تؤمن بنفسك وبقدرتك على الكتابة .. وأن تعود كلما ابتعدت .. ان تكمل كلما توقفت .. وان تصحح كلما اخطأت .. وأن تنهض كلما تعثرت ..

عندما تتجلى حضرة الكتابة تجد نفسك منهمكٌ فيها .. لا تدرى وقتا ولا زمنا .. ولا تسمع صوتا ولا همسا .. ولا تعطى تركيزك لأحدٍ .. لا شئ امامك سوى حروفك وأفكارك .. لا شئ سوى زادك فى رحلتك للكتابة !

لكم اشتقت حقاً للكتابة .. شوق التائه لطريقه الذى ضل عنه !!

**أريد من كل من يقرأ هذه المقالة وكل أصدقائى .. أن يشاركونى .. ويقترح كل منهم موضوع يرغب منى أن أكتب فيه وأتحدث عنه فى المقالة القادمة ..




Wednesday, 12 July 2017

شتات



بقلم "هبة الدعوشى" :

هل مرّ أحدكم بهذه الحالة من قبل ..
حالة من اللا شئ .. اللا شعور .. اللا اهتمام .. اللا رغبة 
حالة من الفراغ الداخلى التام .. وكأن جسدك أجوف بلا روح ..
حالة من الاحتياج لشئ لا تعرفه تحديداً .. ولكنك تشعر بأنه ينقُصك ..
حالة تتشابه فيها حولك كلُ الوجوه .. وتتشابه فيها جميع الكلمات ..
حتى أنك لم تعد قادر على التمييز بين من قال هذا ومن قال ذاك ..
تنسى كثيراً من الأحداث حولك .. لأنك من الأساس لم تكن منتبهاً لها جيداً ولا تعطيها تركيزك ..
رغم انشغالك بهذه الأحداث فعلاً .. إلا إن هذا الانشغال كان مجرد تعايش معها .. وليس عيشاً حقيقياً فيها !
يثقُل عليك الحديث .. الابتسام .. و رغم عبوس وجهك إلا إنه يثقُل عليك أيضاً البكاء !
تلجأ إلى الصمت طويلاً .. والانعزال كثيراً .. تفعل ذلك حتى وأنت مُحاط بالبشر ..
تشعر أنك وإن كنت حاضرٌ بينهم بالقالب .. فالقلب منهم فى سفـــــــــــــــــر ! 
لا تعلم تحديداً هل أنت مصاب أم طبيعى .. وإن كنت مصاب حقاً .. فبأىّ شيءٍ إذن ؟!
تشعر بأن الوحدة تحاصر روحك تدريجياُ من كل جانب  تماماً كصوت الكمان الحزين فى داخل مقطوعةٍ ما موسيقية ينساب بين باقى الآلات الآخرى  .. يتزايد تدريجياً بشكلٍ ملحوظ .. حتى ينفرد فى قلب قاعةٍ هادئة .. لا همس فيها ولا نفس .. فتكون له السيادة وحده .. ويشدو بصوته إلى اللاحدود ليشمل حتى ذرات الهواء المعلقة ..
هكذا تفعل الوحدة تماماً يا صديقى تدخل إلينا تدريجياً ننتبه إليها حيناً ونتناساها بإرادتنا حيناً .. لكننا نعلم يقيناً أن هذا لا ينفى بتاتاً وجودها .. ثم تأتى لحظة تتلاشى فيها باقى الموجودات من حولنا فتملأنا الوحدة .. ونجد أنفسنا عاريين من كل حِيّـلنا .. واقفين فى مواجهة حقيقية أمامها ..
وليس لنا من الأمر حينها إلا أن نصغى لها تماما كما نصغى لصوت الكمان .. ونتركها تسود أكثر فأكثر ..
 نستسلم .. ليس رغبة منا فى ذلك .. وإنما سئم من المقاومة بلا جدوى .. 
فقد لطاقتنا الروحية .. غياب الداعم لنا .. تخاذل البعض فى حياتنا .. عدم الانشغال بعلم أو عمل نحقق به ذاتنا ...... وغيره من السلبيات
تدخل فى حالة من الشتات رغم أنك واحد .. إلّا أن فى نفسك عشرات الأشخاص المختلفة ..
كلً يفكر فى اتجاه .. تفكير مقطوع _لا جذور له_ .. وفى الوقت ذاته مبتور _لا يبلغ تمامه_ !!
تتعلم السهر كثيراً .. ليس رغبةً أيضاً فيه .. بل لأنك غير قادر أن تقف أمام تلك الحرب التى لا تهدأ بداخلك وتقول لها كفى !

إن لم تكن مررت بأىّ من هذا من قبل .. فاحمد الله كثيراً إن الله قد رحمك من هذا الابتلاء ..وإن كنت مررت حقاً به أو بعض منه .. فاعذرنى بأنى ليس لدىّ حلٌ جذرى لهذا ! ولا يوجد ضغطة زر تُنهى كل ذلك !
ولكن ما أعلمه يقينا أن عليك أن تخرج من هذه الحالة رابحاً وليس بخاسر .. ولو بواحد فى المئة ..
عليك تتعلم من هذه المرحلة وتأخذ منها بقدر ما أخذت هى من روحك الكثير ..
اقرأ عن شئٍ يشبهك ..
اكتب عن أفكارك المشتته ..
اخرج للهواء .. 
صلِ .. ادعُ .. 
انغمس بكيانك كله فى شئٍ ما _لا زالت_ تهواه ..
ابحث عن من تطمئن معه وتأنس به ..
أو عن مكان تشعر بالراحة والسكون فيه ..
المهم أن تحاول دائما أن تفعل عكس ما تريده لك نفسك .. وتهمس إليك به .. من بؤس ووحدة وضيق وعزلة وخوف ..
حاول كثيراً .. و لا تقف ..
وإياك ثم إياك أن تستلم ..
وإن استسلمت مرة .. فلا تكررها كل مرة ..!
النجاح ما كان ابداً فى االوصول .. بل فى استمرار المحاولة  .. والنهوض مجدداً كُلّما وقعنا .. 
واطمئن يا رفيقى .. أنت لست وحدك من يمر بكل هذا الصراع .. بل هناك الكثير من البشر يشاركونك فى هذا!
فلا تبتئس .. 
وحاول ..








Monday, 26 June 2017

السر .. فى حرفين



بقلم " هبة الدعوشى" :

أولاً .. التدوينة المرة دى مختلفة عن كل مرة من حيث اللغة .. رغم إنى مبحبش أكتب غير باللغة العربية الفُصحى إلا أنى المرة دى حبيت اكتبها بالعامية علشان تبقى حاجة خفيفة والكل يقرأها بسهولة ويطلع منها بالفكرة اللى عايزة أوصلها يعنى كأنى كاتبة post على الفيس بوك بس طويل شوية ..خاصةً إن الموضوع نفسه مشترك بينا كلنا ومفيش حد فى الدنيا مبيتكلمش عنه.. ودى من الحاجات النادرة أوى إننا نلاقى حاجة يتجمع عليها الناس كلها بصورة عامة رغم اختلافاتهم  .. 
لكن ده لا ينفى أنه هيفضل بردو دايما فى اختلاف فى التفاصيل ..!

ثانيا .. ندخل بقى فى الموضوع :

حاولت أفهم كتير إيه ممكن تكون أهم حاجة فى علاقة حب بجد ..
أو ايه اللى بيخلي علاقات حب تنجح وتكمل بالزواج ويفضل الحب عايش بينهم لحد آخر يوم
واللى يخلى علاقات تانية رغم الحب بس متكملش بالزواج ..
أو علاقات تنقص بالزواج .. ويقل الحب بينهم .. او ملل .. او حتى لدرجه كره
بعترف إنى فشلت وبشدة أن أحصر الأسباب كاملة .. وحسيت إن دماغى تاهت وسط كل الأسباب دى بس تقريبا كده قدرت أوصل
_من وجهة نظرى الحالية واللى قابلة أكيد إنه يحصلها تعديل مع الوقت_ إن أهم حاجة على الإطلاق هو نوع الشخصية نفسها وطباعها .. أى حاجة تانية غير كده متغيرة تماماااااا ..

كتير هيقول ايه الجديد يعنى اللى انتى أضافتيه ما أحنا عارفين ده .. والناس من زمان وهى بتقول أهم حاجة فى بداية مشروع الزواج ده هو القبول .. !
هو ده بقى اللى عايزة أعلق عليه فكرة القبول ..
أنهى قبول بقى بالظبط هو اللى بينجح .. قبول العقل ولا القلب ؟!
ولا قبول التكافؤ ..؟!
أنهى تكافؤ بردو الأهم
مادى .. علمى .. فكرى .. دينى ! ولا كله !
لقيت إن الاجابة بردو فضلت تايه وسط اختلافات شخصياتنا ..

بس تقريبا كده لقيت أربع تقسيمات أساسية لنمط الشخصيات والنهج اللى بتمشيه عليه ..

المجموعة الأولى .. فى ناس أهم حاجة عندها العقل والمنطق وفعلا بتحسبها كده فى كل حاجة وتشوف دايما إيه الأنسب من حيث الظروف والتكافؤ ورأى المجتمع  وهو ده اللى بيديها الإحساس بالسعادة .. وتعتبر كده إنها فعلا نجحت .. نجحت لأنها حسبتها صح بعقلها ..
بس دول مشكلتهم انه هيبقى كويس معاك فى مشاعره طول ما ظروفكم مناسبة لبعض غير كده بتقلب تماما ويبقوا مع بعض زى الأغراب ..لأن الفكرة إن مكنش فيه مشاعر بينهم حقيقية بجد تسندهم وتسند علاقتهم ببعض فى وقت زى ده ..

المجموعة التانية .. ناس بتمشيها بقلبها بس .. ودايما رفضهم أو قبولهم بيبقى راجع لكلمة واحدة هى إحساسهم .. ودول مشكلتهم الكبيرة انهم لما الظروف حواليهم متبقاش مناسبة مبيعرفوش بإحساسهم ده بس يكملوا .. وساعتها العلاقه بتبقى قابلة جدا انها تنتهى .. ساعتها الناس دى ممكن تتجرح أوى وتقع جامد ومتعرفش تسند نفسها بسهولة .. وممكن بعدها تتحول لشخصيات باردة فى مشاعرها كرد فعل لا إرادى يحموا نفسهم من الوجع بعد كده .. خاصة لو اتكرر الوجع أكتر من مرة .. وبتبقى دايما متخوفة من العلاقات الجديدة .. لأنها بتخاف إنه يكون فشل جديد

المجموعة التالتة .. الناس اللى بتمشيها بعقلها زى صحابنا فى المجموعة الأولى.. بس الفرق بقى أنها بتقلب معاهم بحب وتعلق بجد ..وده بيبقى رزق من ربنا إنهم شخصياتهم أصلا فيها حاجات ساعدتهم على إنهم يبنوا الحب ده جواهم .. ودى حاجة أنت أكيد هتبقى عارفها فى نفسك .. المهم تحاول تحسها فى اللى معاك كمان ..

المجموعة الرابعة .. الناس اللى لازم تحس الحب الأول بقلبها وبعدين تبدأ تستشير العقل  .. لأنها قبل ما تسيب العلاقة تكبر والمشاعر تزيد والتعلق يبقى بجد بتبقى عايزة تتطمن وتحس بأمان الأول قبل ما تدى المشاعر حريتها فتبدأ تحَكّم عقلها .. ويبدأوا يواجهوا بعض بظروفهم وطبيعة حياتهم وإذا كان ينفع نفتح لنفسنا الباب ده ولا لأ .. والناس دى بردو لو فشلوا هيتوجعوا بس مش زى صحابنا اللى فى مجموعة اتنين .. الوجع هيبقى أهدى بكتير ومدته أقصر لأنهم لسة مش هيبقوا دخلوا فى تفاصيل بعض أوى ولا اتعودوا على وجود بعض فى حياتهم ..
لكن لو نجحوا هينجحوا بجد لأنهم هيسيبوا المشاعر الأولى اللى كانت عندهم تكبر براحتها جدا وهم من جواهم مطمنين  ..

أكيد أنا عندى رأيي الخاص وميل ناحية اتجاه معين بس مقدرش أقولكم أنهى الصح واللى المفروض يتعمل ولا ينفع أشجعكم على نهج معين تتبعوه فى حياتكم .. لأنه هيبقى على حسب كل واحد فينا .. أنا بس بعرض الأفكار ليكم ..
لأن كده كده كله لازم هيدخل التجربة دى فى مرة أو أكتر من مرة فى حياته .. وطالما قلنا تجربة يبقى دايما فيه احتمالين .. نجاح أو فشل .. المهم أنت هتتعامل معاها إزاى .. ولازم تبقى مستعد دايما لأى احتمال .. بس يوم ما القدر يبعتلك تجربتك دى متتسرعش وتتدخلها علطول وانت مش مؤهل نفسيا لسة ليها ولا تقفلها بردو علطول .. خدها خطوة خطوة .. وشوف بقى ساعتها هتمشيها إزاى ..

ملاحظات مختلفة حابة أضيفها ..
-فيه حاجة اسمها ارتباط حب .. وحاجة تانية اسمها ارتباط زواج .. أحلى حاجة لما الاتنين يكملوا بعض أيا كان بدأت بأنهى الأول .. واسوأ حاجة لو كل واحدة حصلت لوحدها .. بتبقى ناقصة دايما.. وكتير بتفشل حتى لو استمرت ظاهرياً..

-فيه حاجة بجد اسمها النصيب والقدر .. لازم تبقى فاهم ده كويس من جواك علشان هيساعدك على إنك تحس بالرضا بجد .. 
وهيساعدك تتعامل صح مع قدرك ده .. ويخليك دايماً تطلب من ربنا الخير ليك ..

-الناس اللى بتحس بالحب بجد ومشاعرها عالية جواها وبتحس بالحاجة أوى اللى بيتقال عليها "مرهفة الحس " فعلا .. دول مينفعوش ابدا يكونوا مع حد عشان مجرد مناسب أو كويس وهو مش عارف يحس بيه بجد من جواه .. حتى لو ضحك على نفسه فترة وقال تمام .. بس بعد كده هيحس نفسه ميت من جوه ومش عارف يلاقى اللى روحه وقلبه محتاجينه من الشخص التانى ومبتقدرش تكمل ..

-الناس اللى مقتنعة أصلاً إن مفيش حب أوى لكن فيه عِشرة وتعوّد دول عادى ممكن يكملوا مع بعض تمام وهم كويسين و مبسوطين كمان .. لأن هم أصلا بطبيعتهم مش ناس "جوانيّن"  .. وأحاسيسهم عادية مش لدرجة "مرهفة" يعنى ..

-فى الارتباطات لازم تبقى فاهم أنه عادى نرتبط بناس حياتهم مختلفة عن نمط حياتنا مش لازم خالص نبقى شبه بعض بالورقة والقلم .. الفكرة اننا نفهم الاختلاف ده من جوانا بجد ونحترمه ونتعامل معاه لدرجة اننا مع الوقت نوصل لحاجة وسط تشبهنا إحنا الاتنين ..

-الطموح فى الحب بيبقى من أجمل ما يكون لو طبقناه صح.. والصح إن يبقى فيه مشاركة .. إننا نبقى طموحين مع الشخص اللى مرتبطين بيه وعايزين نكبر سوا ونوصل سوا لمكانة أحسن فى كل حاجة على أد ما نقدر .. 

-أهم حاجة بقى زى ما قولت فى الأول .. هو إن كل حاجة فى العلاقات دى على حسب شخصيتنا
فأوعى تلبس شخصية حد تانى وتدخل بيها العلاقة .. أوعى تشوف حد عمل ايه وتعمل زيه أو عكسه .. اسمع وشوف من كله رأيه ومواقفه وتجاربه .. وخزّن كل ده جواك وفكر فيه براحتك أوى .. وأوعى تتسرع فى قراراتك .. ويوم ماتيجى تجرب أنت بس اللى هتجرب بشخصيتك وطبعاك وأخلاقك وقلبك وعقلك .. مش قلب ولا عقل  حد تانى .. لأن دى حياتك أنت وأنت اللى هتعيشها ..

-خوفك من الفشل فى ارتباط جديد  بسبب علاقة كانت قبل كده فى حياتك .. ساعات كتير هو نفسه اللى بيدفعك للفشل ويخليك تتعامل غلط مع الشخص الجديد .. حاول تتعلم من الفشل أكتر ما تخاف منه .. 

-فيه معانى كتير أوى مهمة فى الحب .. بس أكتر مصطلحين بيشملوا تقريبا باقى الأحاسيس التانية .. هما (الراحة والأمان) فى العلاقة .. إنك تبقى على راحتك معاه و تبقى مرتاح لشخصه وحاسس إنك مش محتاج تلبس ماسك على وشك او تبقى بتعمل حاجة غصب عنك أو من جواك مش مرتاح ليها بس بتعملها عشان عايز ترضيه وخلاص .. لأنك لو عملت كده مرة مش هتقدر تعملها كل مرة ،،
والأمان هو أنك بتطمن معاه ومش خايف أنك تكون بتعمل حاجة غلط .. أو خايف من شكل حياتك معاه بعد كده .. أو خايف يسيبك فجأة ..

-الثقة إحساس مكتسب .. بتيجى بالمواقف .. وبتروح بردو بالمواقف ..
والثقة ليها معانى كتير أوى .. من أهمها إنك واثق أولاً من مشاعرك تجاهه ومن مشاعره تجاهك .. بتصحى الصبح وانت متأكد إن قلوبكم متغيرتش علي بعض فى يوم وليلة .. 
كمان إنك تبقى واثق فيه وحاسس إنه أد مسؤلية الارتباط ده وأنت متأكد انه مش هيخذل ثقتك دى ..

-الصراحة ثم الصراحة ثم الصراحة .. أوعى تكدب ابدا فى ارتباطك مع حد .. إزاى بتكدب على إنسان المفروض إنك عايز تعيش معاه بعد كده حياتك كلها كأنكم واحد بس .. اللى بيعملوا كده فى فترة خطوبتهم بيشوفوا كوارث بعد الجواز وبيتعبوا جداا .. والثقة بينهم بتفضل طول العمر مهزوزة .. 
وحتى لو الصراحة دى ممكن تقفل العلاقة دى من قبل حتى ما تبدأ .. أحسن ألف مرة من علاقة قايمة على الكدب هتصدمك وتوجعك بعدين .. 

-آخيرا بقى عشان طولت عليكم .. (الاحترام والكرامة) من غيرهم بجد الحب ملوش لازمة فعلاً وناقص جداا وبيهدم أكتر ما بيبنى .. ومعناه إن كل واحد فيهم يحترم "مشاعر" و"عقل" الطرف التانى .. ويحافظ على كرامته ومكانته بينهم وبين بعض .. وبينهم وبين الناس كلها ..
هو ده اللى ممكن يخلق الحب أصلا لو مكنش حتى موجود .. والعكس صحيح الإهانة والتقليل المستمر وعدم التقدير بيدمر أى ذرة مشاعر موجودة بمعنى الكلمة ..

وختاماً ..
"إذا مس الحب قلبك يوماً ما .. فاتق الله فى من أحببت !"
وجود ربنا سبحانه وتعالى دايما فى قلبك وأفعالك وانت فى أى ارتباط أو داخل على علاقة جديدة فى حياتك بيقويها بشكل ميتوصفش .. وبيبعدنا عن اخطاء كتير .. وبيعينا اننا نقوم لو وقعنا ونتعلم صح لو غلطنا .. فخليك دايماً مع ربنا .. هيكون دايماً معاك ..




Tuesday, 11 April 2017

كن لى غريباً


بقلم هبه الدعوشى :

أخشى أن تقترب .. ولكنى فى الوقت ذاته لا أحبك أن تبتعد ..
أخشي أن ألحظك ..ولكنى فى الوقت ذاته لا أقدر على ألاّ أراك ..
أخشى أن نتشابه .. ولكنى لا أتمنى أن نختلف ..
أخشى أن أتمسك بك .. ولكنى لا أريد أن أفقدك ..
أخشي أن نتواجد معا .. ولكنى لا أريد أن يؤلمنى رحيلك ..
فأنا التناقضات كلها فى شخص واحد ..
أبسط مما تستطيع ملاحظته ..
وأعقد مما تقوى على إدراكه ..!
لذلك لا تحاول أن تقتحمنى ..
أو أن تلج إلى عالمى ..
أو أن تفهم صمتى .. و ما وراء كلماتى ..
ما دمت لا تملك القدرة الكافية لذلك ..
تلك القدرة التى تحتاج إلى قلب أكثر من حاجتها إلى عقل وحِيّلٍ  .. !

فإذا لم تستطع ..
فلتكن غريباً عنى .. واتركنى غريبة عنك !!