بقلم :هبة الدعوشى
منذ فترة طويلة وانا لم أكتب
قرابة السنة .. لم أكمل مقالة كاملة
كتبت مقتطفات وخواطر كثيرة فى سطور معدودة
لكن لم أستطع أن أزيد ..
كنت احتاج هذه الفترة .. لإعادة ترتيب أفكارى
.. واستجماع شعورى .. ورؤية أهداف واضحة
وأيضاً انشغالى بدراستى أطال هذه الفترة
نوعاً ما ..
فى هذه المقالة سأتحدث عن هذا الموضوع الذى
أرقنى طوال هذه الفترة
ألا وهو الكتابة !!
لم أكن أتصور حجم الشعور والاضطراب الفكرى
والنفسى الذى قد يعيش فيه الكتاب والأدباء ليخرجوا لنا كل هذا الكم من الكتب والمقالات
والروايات والأفكار
لم أكن أُقدّر حجم المعاناة والعزلة التى قد
يعايشونها من أجل كتابة صفحات معدودة ..
لكنى اصبحت أعانى هذه الأمور عندما بدأت بالكتابة
.. عندما شعرت بالحاجة المُلِحّة والضرورية فى داخلى لأن أكتب .. أن أقول افكارى التى
تجول بخاطرى ..
أما فى تلك الفترة التى توقفت فيها عن كتابة شئ جديد .. لم أكن خالية
الأفكار على الأطلاق بل على العكس كان الأمر أكثر احتداما وتداخلا بين كل افكارى
وخواطرى لدرجةٍ لم أستطع عندها الفصل بين كل هذه الأفكار وتوجيها نحو موضوع واحد .. فقررت ان أعطى نفسى
هدنةً .. وأن أترك الوقت يلعب دور البطولة وأن يعيد هو ترتيب افكارى.. و وليت الأيام وأحداثها زمام عقلى تسوقه بهوادة حيثما تشاء ..
حتى إذا ما أخذت عاصفة أفكارى فى الهدوء
قليلا وحلت رياح خفيفة ونسمات لطيفة من الخواطر بدلاً منها .. توجهت فورى للكتابة
على القدر الذى أستطيعه ..
الكتابة فعل صعب .. وأمر جلل بحق ..ولكنه
خارج عن إرادتك فى الوقت ذاته .. تجد سيلا من الأافكار متدفقا فى رأسك بلا انقطاع
.. تحاول إخراجه .. وتسعى لإيصاله لمن حولك ..تسعى لأن تصرخ فى الناس قائلا
اسمعوا تلك الافكار .. افهموا هذه الأمور .. كفوا عن هذا وذاك ..أيقظوا بداخلكم
الشعور .. !
أدركت أن جميعنا نستطيع
الكتابة .. ولكل منا أسلوبه الخاص .. لكن بالطبع ليس جميعنا كتاب _ أو هواة كتابة
_ ناجحون ..
الكتابة بألاساس هى ملكة فيك يمنحها الله
لبعض من خلقه .. الوقود الذى يحركهم لهذا
الفعل مشتعل دائما ولا ينطفئ .. ولكنك قد تُحسّن وتًجود هذه الملكة وتلك القدرة لديك
بالقراءة المستمرة .. بمحاولات الكتابة الكثيرة .. بأخذ خبرات وتوجيهات من كتاب
آخرين .. أو تَلقّى ورش تدريبية خاصة للكتابة .. وأهم من كل ذلك أن تؤمن بنفسك
وبقدرتك على الكتابة .. وأن تعود كلما ابتعدت .. ان تكمل كلما توقفت .. وان تصحح
كلما اخطأت .. وأن تنهض كلما تعثرت ..
عندما تتجلى حضرة الكتابة تجد نفسك منهمكٌ فيها .. لا تدرى وقتا ولا زمنا .. ولا تسمع صوتا ولا همسا .. ولا تعطى تركيزك
لأحدٍ .. لا شئ امامك سوى حروفك وأفكارك .. لا شئ سوى زادك فى رحلتك للكتابة !
لكم اشتقت حقاً للكتابة .. شوق التائه لطريقه الذى ضل عنه !!
**أريد من كل من يقرأ هذه المقالة وكل أصدقائى ..
أن يشاركونى .. ويقترح كل منهم موضوع يرغب منى أن أكتب فيه وأتحدث عنه فى المقالة القادمة ..
No comments:
Post a Comment