بقلم هبه الدعوشى :
كثيراً ما أجلس أُحدٍّثُ نفسى وتُحدثُنى عن طبيعة السلوك الإنسانى ..وعن العادات التى يمارسها المرء فى حياته اليومية ..
كثيراً ما أجلس أُحدٍّثُ نفسى وتُحدثُنى عن طبيعة السلوك الإنسانى ..وعن العادات التى يمارسها المرء فى حياته اليومية ..
عن انتهاجه لنهج معين فى كل أمور حياته بحيث يُضفى على شخصه طابعاً معيناً يتميز ويتسم به بعد ذلك بين الناس ..
ومنه أجد أفكارى تسحبنى لتأمل ما بعد ذلك .. هل يمكن أن يكون هناك التزام دائم بهذا السلوك الإنسانى الذى يميزه.. أم الانتكاس وانقلاب السلوك وتغير تلك الطباع هو الأكثر حدوثاً .. ؟! وهل إذا انتكس يمكن أن يعود من جديد ؟ وما الدوافع لكلتا الحالتين ،الانتكاسة والعودة ؟!
وهل حقاً يستطيع أحد أن يسير دائما على وتيرة واحدة دون أن يميل أو ينحرف قليلاً عن طريقه ؟؟!
وأيقنت أن الإجابة وبكل صدق .. لا !! وألف لا !!
لقد خُلقنا بشرا .. فينا الضعف .. وداخلنا الهوى وميل النفس .. حتى عقلنا وفكرنا الذى ميّزنا به الله على سائر خلقه فيه الشر الذى قد يُبيد العالم بأكمله .. وإن لم يكن فيه شر ففيه عيوب ونواقص أخرى .. فقد يصيبه التشتت والتحير وعدم القدرة على الحكم .. وقد نفقده تماما .. وقد نُعمِلَه كثيرا حتى يضطرب ويُجهد .. وفى لحظة نجده يستسلم ويخمد .. !
خُلقنا بشراً تصحبنا الخطيئة .. هبط بها آدم إلى الأرض .. بعضنا لبعض عدو
خُلقنا بشرا .. من جسد وعقل وقلب .. جسدٌ ذو شهوة .. وعقلٌ ذو كبوة .. وقلبٌ مابين حسٍ عالٍ وفتور ..
لذلك لا أحد ابدا منزه أو مقدس عن الخطأ أو الزلل أو النكوص ..
خُلقنا بشرا .. من جسد وعقل وقلب .. جسدٌ ذو شهوة .. وعقلٌ ذو كبوة .. وقلبٌ مابين حسٍ عالٍ وفتور ..
لذلك لا أحد ابدا منزه أو مقدس عن الخطأ أو الزلل أو النكوص ..
خاصةً أولئك الذين اهتدوا إلى طريقهم .. وظنوا أنهم بذلك وضعوا لأنفسم قدماً بين السابقين فى هذا الطريق .. وأنهم قد وصلوا إلى غايتهم ..!
لا يدرون أنهم بذلك قد بدأوا فقط السير فى طريق ملتوٍ وأرض متهاوية ورياح عاصفة تزلزل كل ما حولها ..
وقلما تجد فى هذا الطريق من يصحبك معه أو يعينك على المسير .. وإنما همهم الأول وشغلهم الشاغل أن ينجو هم بأنفسهم .. وأن يعبروا ذلك الطريق بسلام ..
ولكن إذا وجدت ذلك الشخص فتمسك به ولا تفلته من يديك .. وتذكر أنك أنت بحاجة إليه !
لا تتكبر ..ولا تغتر بحالك ..وتظن أنك قادرٌ على السير والمضى وحدك .. ولا ترد يده إن هو مدها إليك ..
فلربما هو عونٌ إلهى أمدك الله به فى صورة بشر !!
وحاول فى طريقك أن تتلمس الأثر .. وتقفو خطوات السابقين .. فإن فى بعضها منجاة بحق !
ولكن دعونى أحدثكم الآن عن الانتكاسة ..ونفرد تفصيلاتها ولكن بشىء من الإجمال :
أولاً ..مفهوم الانتكاسة هو تغير الحال وانقلابه من الحسن إلى السئ
ثانيا .. تشمل هذه الكلمة الكثير .. انتكاسة فى المرض _العضوى منه والنفسى_ ،، فى طلب العلم أو العمل ،، فى الهداية والتوبة إلى الله ،، فى العلاقات الإنسانية والمشاعر كالحب والصداقة .. وكل هذا بدوره سينعكس بالطبع فى صورة انتكاسة فى السلوك والتعامل ..
ثالثاً .. بالطبع لكل حالة دوافعها الخاصة ومبرراتها .. ولكن فى محاولة للبحث عن القاسم المشترك الأكبر بين كل الأنواع باختلافها _بعيدا عن انتكاسة المرض العضوى_ رأيت أن السبب الرئيسى يرجع للشخص نفسه أكثر ما يرجع إلى الظروف المحيطة التى تغيرت من حوله ..
فالشخص الذى يصيبه الفتور وضعف الإرادة والمقاومة وفقدان الشغف فى أى من تلك الحالات السابقة هو الأكثر عرضه للانتكاس.. فيعود لمرضه النفسى السابق .. أو يتخاذل ويتكاسل فى طلب علمه وعمله .. أو يعود لذنبه بعد توبته .. أو ينهى علاقاته بأحبائه وأصدقائه ويبتعد عنهم ..
لكن لا يزال حتى الآن السؤال يطرح ذاته ويُلح علينا ما الذى يدفع الإنسان من الأصل لهذا الشعور .. الفتور وفقدان الشغف ؟؟!
الحقيقة أنها تنوعت الأسباب والنتيجة واحدة ..
_قد يكون كثرة المعوقات بالطريق والانشغال بها عن غايتك الاكبر
_أو قد يكون وضع غاية خطأ من الأساس .. كأن تكون أعلى من قدراتنا بكثيير .. أو يكون تعلق بشئ زائف ،سراب سرعان ما يزول
_قد يكون طول الطريق واستشعار صعوبة الوصول للنهاية
_قد يكون كثرة الاجهاد مع تحصيل قليل .. وذلك لأنه ليس علينا فقط أن نعمل .. وإنما يجب علينا أن نعمل بذكاء
_قد يكون كثرة العطاء مع عدم وجود مقابل _ولو على الأقل تقدير من الأشخاص_ مما قد يجعلنا غير قادرين على العطاء كما من قبل
_قد يكون فقدان لأشخاص كانوا داعمين لنا بصدق ..
_أو على العكس قد يكون ظهور شخص ذو أثر سلبى ما فى حياتنا يظهر الجانب المظلم منا ويسحبنا لطريق لم نكن لنسلكه من قبل ..
_أو قد يكون ابتعادك عن طريق الله عزوحل فتركت للشيطان باباً داخلك مفتوحاً ليلج إليك منه ويُبديَّ لك ما وُريَّ عنك من سوءات نفسك ..
لا أريد أن أطيل أكثر من ذلك ولكن بالطبع هناك مئات الأسباب التى قد تؤدى بنا فى النهاية إلى فقدان الشغف بالغاية التى نسعى لأجلها ..!
رابعا .. نتائج هذه الحالة التى نصل إليها أو نستشعرها داخل أنفسنا هى ترك الزمام فجأة .. الزمام الذى كنا نحرك به أنفسنا ونقودها تجاه تلك الغاية ..
تخيل ماذا يمكن أن يحدث عندما تترك حصاناً هائجا فجأة بلا زمام .. !!
سيهيم بك فى كل وادٍ .. فى كل طريق .. لا يعرف إلى أين يسير .. سيضطرب .. وتضطرب انت معه .. وتتشت الرؤية أمامك .. وتضل الطريق .. وتقف فى المنتصف عاجزا عن التقدم خطوة أخرى للأمام .. متحيرا متخبطاً فى أفكارك ..
وبعد أن كان هدفك واضح تماماً وطريقك محدد فى ذهنك لا يعتريه الضباب .. أصبحت الآن ترى فى ذهنك أكثر من طريق يدعوك للسير ففيه ويزين لك أوله حتى تنجذب إليه .. فتتشت فى داخلك وتصخب الأصوات فى نفسك كل يختار طريق ..!!
هذه الفترة ستقضى فيها طورا من حياتك ليس بالقليل ابدااا .. وقد تظل هكذا ثم تعودك لطريقك من جديد .. أو قد تختار طريقا خاطئا تتيه فيه قدرا أكبر من حياتك .. وقد منه تعود وقد لا تعود !!
وهذا سيدفعنى إلى أن أصحبكم معى فى طريق العودة:
لتعلم أيضاً يا صديقى أن عودتك .. تتوقف عليك أنت أولاً وعلى اختيارك
هل ستختار الاستسلام لما أنت عليه ولما آلت إليه أمورك .. أم ستحاول أن تقاوم .. أن تستعيد السيطرة على زمام حياتك تقودها كما تريد .. كما ينبغى أن تكون .. لا كما تريد لها الأهواء ..
هل ستختار طلب المساعدة أم ستستكبر عنها ..!
لكن صدقنى سيطلب العون وبشدة من يريد حقاً خلاص نفسه من الحالة التى هى عالقة بها ..
وحدك لن تستطيع .. لأنك داخل الدائرة .. لا تراها بحجمها الحقيقى وإنما تتيه فى دوارنها الذى يُفضى إلى اللاشئ ..
واعلم أن قراراك واختيارك هذا يعود لشخصيتك بالأصل .. لجوهر روحك الذى أنت عليه فعلا ..
فظروف الحياة قد تطفئ لمعان اللؤلؤ وتخفى بريقه .. لكنها ابدا لن تغير من تكوينه الأساسى ..
وكذلك الطلاء قد يجمل الشكل من الخارج .. لكنه ابدا لن يغير تكوينه الأساسي إن كان سيئا من الأصل..
فابحث عن أصل روحك وجوهرك .. ثم ابدأ فى طلب العون ..
وهنا يأتى السؤال ..ممن إذا سنطلب العون ..؟؟
أولا .. الله .. مجرد إيمانك بوجود قوة أكبر منك وأقدر منك وأعلم منك .. سيمدك تلقائياً أيضاً بالقوة ..
تحدث إلى الله .. أخرج كل مخاوفك وأوجاعك وتشتت أفكارك أمامه .. تحدث وأنت على يقين أنه يسمعك .. أنه يراك من داخلك قبل خارجك .. اسأله أن يعينك .. أن يهديك الطريق .. أن يبعد عنك شتاتك .. ويقيل عثارك ..
ثانيا .. نفسك .. استمع إلى حديث نفسك وصارحها .. أحتويها ولا تقسو عليها ..عاملها وكأنها طفلتك التى تُربيها .. أعطها دفعات إيجابية .. أخبرها أنها قوية وذكية وقادرة على الخروج مما هى فيه .. تعرف إلى محاسنك ونقاط قواك واستغلها .. وتعرف إلى أخطائك التى ارتكبتها وحاول أن تسامح نفسك عليك وتتصالح معها ..فإنك بهذا تكسب نفسك وتجعلها طيعة لك حين تريد إصلاحها وقيادتها من جديد
ثالثاً .. الناس .. ابحث عن من يحبك بصدق .. ابحث عن من ترتاح معه .. ابحث عن من تعجبك أفكاره وأسلوب حواره .. ابحث عن أناس ذو خبره بما أنت فيه ومروا به من قبل ..ابحث عن من يدعمك بكلامه وأفعاله .. باختصار ابحث عن أى أحد من أهلك ،أصدقائك ،مدرسينك ،أناس تراهم قدوة لك فى حياتك ،طبيبك النفسى ..... المهم أن تجد من يعينك على هدفك الماثل أمامك الآن .. وهو الخروج مما أنت فيه !!
حاول أن تسعى من خلال هذه الوسائل الثلاث .. سيستغرق الأمر وقتاً لا بأس به .. لكنه سيمضى مُعلماً إياك دروساً كثيرة ..
لكنك إن لم تعد .. فاعلم أن نفسك ليست مهيئة بعد للعودة .. ولا زال ينقصها الكثير .. فحاول من جديد ..
وتذكر دوما يا صديقى .. أنك مادمت عازماً على السير .. حتماً ستصل .. وعن غايتك لن تحيد !
وقلما تجد فى هذا الطريق من يصحبك معه أو يعينك على المسير .. وإنما همهم الأول وشغلهم الشاغل أن ينجو هم بأنفسهم .. وأن يعبروا ذلك الطريق بسلام ..
ولكن إذا وجدت ذلك الشخص فتمسك به ولا تفلته من يديك .. وتذكر أنك أنت بحاجة إليه !
لا تتكبر ..ولا تغتر بحالك ..وتظن أنك قادرٌ على السير والمضى وحدك .. ولا ترد يده إن هو مدها إليك ..
فلربما هو عونٌ إلهى أمدك الله به فى صورة بشر !!
وحاول فى طريقك أن تتلمس الأثر .. وتقفو خطوات السابقين .. فإن فى بعضها منجاة بحق !
ولكن دعونى أحدثكم الآن عن الانتكاسة ..ونفرد تفصيلاتها ولكن بشىء من الإجمال :
أولاً ..مفهوم الانتكاسة هو تغير الحال وانقلابه من الحسن إلى السئ
ثانيا .. تشمل هذه الكلمة الكثير .. انتكاسة فى المرض _العضوى منه والنفسى_ ،، فى طلب العلم أو العمل ،، فى الهداية والتوبة إلى الله ،، فى العلاقات الإنسانية والمشاعر كالحب والصداقة .. وكل هذا بدوره سينعكس بالطبع فى صورة انتكاسة فى السلوك والتعامل ..
ثالثاً .. بالطبع لكل حالة دوافعها الخاصة ومبرراتها .. ولكن فى محاولة للبحث عن القاسم المشترك الأكبر بين كل الأنواع باختلافها _بعيدا عن انتكاسة المرض العضوى_ رأيت أن السبب الرئيسى يرجع للشخص نفسه أكثر ما يرجع إلى الظروف المحيطة التى تغيرت من حوله ..
فالشخص الذى يصيبه الفتور وضعف الإرادة والمقاومة وفقدان الشغف فى أى من تلك الحالات السابقة هو الأكثر عرضه للانتكاس.. فيعود لمرضه النفسى السابق .. أو يتخاذل ويتكاسل فى طلب علمه وعمله .. أو يعود لذنبه بعد توبته .. أو ينهى علاقاته بأحبائه وأصدقائه ويبتعد عنهم ..
لكن لا يزال حتى الآن السؤال يطرح ذاته ويُلح علينا ما الذى يدفع الإنسان من الأصل لهذا الشعور .. الفتور وفقدان الشغف ؟؟!
الحقيقة أنها تنوعت الأسباب والنتيجة واحدة ..
_قد يكون كثرة المعوقات بالطريق والانشغال بها عن غايتك الاكبر
_أو قد يكون وضع غاية خطأ من الأساس .. كأن تكون أعلى من قدراتنا بكثيير .. أو يكون تعلق بشئ زائف ،سراب سرعان ما يزول
_قد يكون طول الطريق واستشعار صعوبة الوصول للنهاية
_قد يكون كثرة الاجهاد مع تحصيل قليل .. وذلك لأنه ليس علينا فقط أن نعمل .. وإنما يجب علينا أن نعمل بذكاء
_قد يكون طول الأمل والركون إلى الزمن والاطمئان إلى الحياة الدنيا
_قد يكون عدم إيجادنا لمن يصحبنا فى الطريق .. أو حتى أثاراً نقفوها للسابقين_قد يكون كثرة العطاء مع عدم وجود مقابل _ولو على الأقل تقدير من الأشخاص_ مما قد يجعلنا غير قادرين على العطاء كما من قبل
_قد يكون فقدان لأشخاص كانوا داعمين لنا بصدق ..
_أو على العكس قد يكون ظهور شخص ذو أثر سلبى ما فى حياتنا يظهر الجانب المظلم منا ويسحبنا لطريق لم نكن لنسلكه من قبل ..
_أو قد يكون ابتعادك عن طريق الله عزوحل فتركت للشيطان باباً داخلك مفتوحاً ليلج إليك منه ويُبديَّ لك ما وُريَّ عنك من سوءات نفسك ..
لا أريد أن أطيل أكثر من ذلك ولكن بالطبع هناك مئات الأسباب التى قد تؤدى بنا فى النهاية إلى فقدان الشغف بالغاية التى نسعى لأجلها ..!
رابعا .. نتائج هذه الحالة التى نصل إليها أو نستشعرها داخل أنفسنا هى ترك الزمام فجأة .. الزمام الذى كنا نحرك به أنفسنا ونقودها تجاه تلك الغاية ..
تخيل ماذا يمكن أن يحدث عندما تترك حصاناً هائجا فجأة بلا زمام .. !!
سيهيم بك فى كل وادٍ .. فى كل طريق .. لا يعرف إلى أين يسير .. سيضطرب .. وتضطرب انت معه .. وتتشت الرؤية أمامك .. وتضل الطريق .. وتقف فى المنتصف عاجزا عن التقدم خطوة أخرى للأمام .. متحيرا متخبطاً فى أفكارك ..
وبعد أن كان هدفك واضح تماماً وطريقك محدد فى ذهنك لا يعتريه الضباب .. أصبحت الآن ترى فى ذهنك أكثر من طريق يدعوك للسير ففيه ويزين لك أوله حتى تنجذب إليه .. فتتشت فى داخلك وتصخب الأصوات فى نفسك كل يختار طريق ..!!
هذه الفترة ستقضى فيها طورا من حياتك ليس بالقليل ابدااا .. وقد تظل هكذا ثم تعودك لطريقك من جديد .. أو قد تختار طريقا خاطئا تتيه فيه قدرا أكبر من حياتك .. وقد منه تعود وقد لا تعود !!
وهذا سيدفعنى إلى أن أصحبكم معى فى طريق العودة:
لتعلم أيضاً يا صديقى أن عودتك .. تتوقف عليك أنت أولاً وعلى اختيارك
هل ستختار الاستسلام لما أنت عليه ولما آلت إليه أمورك .. أم ستحاول أن تقاوم .. أن تستعيد السيطرة على زمام حياتك تقودها كما تريد .. كما ينبغى أن تكون .. لا كما تريد لها الأهواء ..
هل ستختار طلب المساعدة أم ستستكبر عنها ..!
لكن صدقنى سيطلب العون وبشدة من يريد حقاً خلاص نفسه من الحالة التى هى عالقة بها ..
وحدك لن تستطيع .. لأنك داخل الدائرة .. لا تراها بحجمها الحقيقى وإنما تتيه فى دوارنها الذى يُفضى إلى اللاشئ ..
واعلم أن قراراك واختيارك هذا يعود لشخصيتك بالأصل .. لجوهر روحك الذى أنت عليه فعلا ..
فظروف الحياة قد تطفئ لمعان اللؤلؤ وتخفى بريقه .. لكنها ابدا لن تغير من تكوينه الأساسى ..
وكذلك الطلاء قد يجمل الشكل من الخارج .. لكنه ابدا لن يغير تكوينه الأساسي إن كان سيئا من الأصل..
فابحث عن أصل روحك وجوهرك .. ثم ابدأ فى طلب العون ..
وهنا يأتى السؤال ..ممن إذا سنطلب العون ..؟؟
أولا .. الله .. مجرد إيمانك بوجود قوة أكبر منك وأقدر منك وأعلم منك .. سيمدك تلقائياً أيضاً بالقوة ..
تحدث إلى الله .. أخرج كل مخاوفك وأوجاعك وتشتت أفكارك أمامه .. تحدث وأنت على يقين أنه يسمعك .. أنه يراك من داخلك قبل خارجك .. اسأله أن يعينك .. أن يهديك الطريق .. أن يبعد عنك شتاتك .. ويقيل عثارك ..
ثانيا .. نفسك .. استمع إلى حديث نفسك وصارحها .. أحتويها ولا تقسو عليها ..عاملها وكأنها طفلتك التى تُربيها .. أعطها دفعات إيجابية .. أخبرها أنها قوية وذكية وقادرة على الخروج مما هى فيه .. تعرف إلى محاسنك ونقاط قواك واستغلها .. وتعرف إلى أخطائك التى ارتكبتها وحاول أن تسامح نفسك عليك وتتصالح معها ..فإنك بهذا تكسب نفسك وتجعلها طيعة لك حين تريد إصلاحها وقيادتها من جديد
ثالثاً .. الناس .. ابحث عن من يحبك بصدق .. ابحث عن من ترتاح معه .. ابحث عن من تعجبك أفكاره وأسلوب حواره .. ابحث عن أناس ذو خبره بما أنت فيه ومروا به من قبل ..ابحث عن من يدعمك بكلامه وأفعاله .. باختصار ابحث عن أى أحد من أهلك ،أصدقائك ،مدرسينك ،أناس تراهم قدوة لك فى حياتك ،طبيبك النفسى ..... المهم أن تجد من يعينك على هدفك الماثل أمامك الآن .. وهو الخروج مما أنت فيه !!
حاول أن تسعى من خلال هذه الوسائل الثلاث .. سيستغرق الأمر وقتاً لا بأس به .. لكنه سيمضى مُعلماً إياك دروساً كثيرة ..
لكنك إن لم تعد .. فاعلم أن نفسك ليست مهيئة بعد للعودة .. ولا زال ينقصها الكثير .. فحاول من جديد ..
وتذكر دوما يا صديقى .. أنك مادمت عازماً على السير .. حتماً ستصل .. وعن غايتك لن تحيد !
No comments:
Post a Comment