أقسام المدونة

Friday, 29 April 2016

حديث نفس




بقلم "هبة الدعوشى" :

كثيرا ما كنت أمتنع عن وصف نفسى بالكلمات حين أُسأل ذلك .. خشية عُجب النفس وإرضاء ال "أنا" ..
وكنت أترك ذلك لمن حولي تجبناً لما قد يكون مدخلاً لشياطنى ،،
وفى بعض الأحيان فضولا ً في أن أعلم رأيهم عني في ما بدر منى ..
فكنت أجد منهم من يَصدُق في كلامه لا يُجمّل ولا يُقبّح ،،
فإن كان من ميزات فبالصدق يمدح ،وإن كان من عيوب فبالحب ينصح ..
وهم الرائعون حقاً.. وهم قلة جدا من المقربون ..
أما غير ذلك فقد وجدت من يبخس .. ومن يُزيد..ومن يعتقد بما ليس في  ..

فكنت اتأكد يوما تلو الآخر أن لا أحد من البشر أعلم بأحدٍ كما هو المرء بذاته ..فهو يعلم كنهه وما يسكن باطنه جيدا..فيدرك ماهي اهتماماته والاشياء التي تعنيه ،،ويعلم غايته ويبحث عن سبل الوصول إليها .. ويعلم ماذا يريد لنفسه ويتمنى للأخرين وكيف يريد أن يقضي حياته وفيما يريد أن ينفقها ..إلي غير ذلك ..

ولكنى أيضاً أوقن بأن هناك من هو أعلم بالنفس من صاحبها .. وهو "خالقها" الذى أوجدها من العدم ونفخ فيها من روحه .. وهو الذى يعلم مستقرها ومستودعها ويعلم خيرهاوشرها.. وسرها وجهرها ..
فحين يعجز الإنسان عن إدارك ذاته ويشعر بأنه قد ضل أو تاه أو تشابكت أمامه الطرق وتداخلت عليه الأمور ..
فليرد روحه إلى مردها الأصلي وليتلجأ إلي الله ويناجيه ويبثه ما ضمر فى داخله .. ويتيقن أنه لن يخذله حين يسأله الهدي والرشد والعزيمة ولن يرده ما دام يُلح في السؤال ..
ولكن عليه دائما السعى والعمل فالدعاء وحده دون عمل وجهاد في الطريق إلي مبتغاه لن يجعله يصل ... فالله يريدنا دائما أن نسعي إليه السبيل ..
وحينها هو وحده سيقوى ضعفنا..
ويشد من عزمنا ويوارى عجزنا ..
ويكمل نقصنا ويتجاوز عن تقصيرنا..
ويجبر كسرنا ويضمد جرحنا ويربط علي قلوبنا ..
ويُنير دربنا ..
فقط سيروا.. 
سيروا ولا تقفوا .. 
وجاهدوا فى الله حق جهاده .. 
واجعلوا قلوبكم مع الله ..



No comments:

Post a Comment